رواية انت لي الحلقة الوحدة و العشرون
الحلقة الواحدة والعشرون من الرواية—— انت لي—–
لم يكن باستطاعتي منعه … لكنني اغتظت ُ من إثباته مرة بعد أخرى بأنه يفتش عن أقل فرصة ليغادر المنزل … و يبتعد عني …
هذا أثار جنوني و سخطي الشديد !
و مرت الساعات و أنا وحيدة في غرفة المعيشة … دانة تستمتع بوقتها مع خطيبها المغرور في ليلة العيد و وليد يتجول في مكان ما … و أنا مرغمة على مشاهدة التلفاز وحيدة !
أُف … متى يعود هذا ؟؟
و اقتربت الساعة من الثانية عشر منتصف الليل … أنا أشعر بالنعاس و لكنني لا أستطيع النوم قبل أن يعود !
لماذا لم يعد حتى الآن ؟؟
هل فعلها و رحل ؟؟
طبعا مستحيل …
حين رآني قال :
” ألا زلت ِ مستيقظة !؟ “
قلت بتوتر :
” لماذا تأخرت ؟؟ “
قال :
” هل حدث شيء ؟ “
قلت :
” و هل كنت تنتظر أن يحدث شيء حتى تعود ؟؟ لا تدعني وحيدة هكذا ثانية “
و زادني حنقا البرود الذي قابلتني به نظراته !
و ببساطة قال :
ثم سار ذاهبا إلى غرفة سامر !
لماذا يعاملني بهذا البرود ؟؟ أكاد أجن … لم لا يدع لي فرصة لأعطيه هديته ؟؟
بعد نصف ساعة غادر نوّار ، و تعجبت دانة لدى رؤيتي ساهرة لهذا الوقت أمام التلفاز !
” متى ستنامين ؟؟ “
” متى
و تركتني هي و أوت إلى فراشها … ففكرت في إهدائها الهدية غدا …
الساعة الثانية عشر و النصف ، رأيت جاء وليد يقدم إلى غرفة المعيشة …
كان شعره مبللا … لابد أنه كان يستحم !
قال :
” ألم تنامي بعد ؟؟ “
قلت :
” لا أشعر بالنعاس … أصابني الأرق و الإجهاد ! “
لم يكترث لي ، بل ذهب إلى المطبخ ، ثم عاد و مر بي قبل ذهابه للنوم … قال :
” تصبحين على خير “
و أولاني ظهره …
سيطر علي الغضب من إهماله لي ! قبل أن ينصرف ناديته بسرعة :
” وليد “
استدار إلي و لم يتكلم بل انتظر سماع ما سأقوله …
أنا فقدت شجاعتي التي كنت أتوهم امتلاكي لها … و وقفت بخجل و ارتباك و أنا اخفي العلبة خلف ظهري !
وليد راقبني بحيرة و ضجر !
اقتربت منه شيئا فشيئا و أنا مطأطئة الرأس خجلا و بالتأكيد وجنتاي متوهجتان احمرارا !
رفعت بصري بحياء و قلت :
” كل عام و أنت َ بخير “
ثم أظهرت الهدية و قدّمتها إليه :
” هذه ِ لك “
لقد كانت يداي ترتجفان و أنا أقدمها نحوه ، و بالتأكيد لحظ هو ذلك …
نظراتنا الآن متشابكة … كنت أبحث عن أي كلمة شكر أو إشارة سرور …
و أخيرا ابتسم وليد ابتسامة جميلة مذهلة و قال بارتباك …
” و … أنت ِ بخير ! … أأ … شكرا ! “
وليد مدّ يده و أمسك بالهدية …
قال :
” هل أفتحها ؟؟ “
غضضت ُ بصري حياء ً و قلت :
” كما تشاء “
و هم هو بفتحها ، بينما قلبي أنا يخفق بشدة !
لكن الصوت الذي سمعته ليس صوت انفتاح العلبة ، بل صوت انفتاح باب …
رفعت نظري إليه و حدقنا ببعضنا برهة ، و نحن نسمع صوت باب المدخل ينفتح …
قلت :
” ما هذا ؟؟ “
وليد سار ببطء و حذر ذاهبا ناحية الباب و تبعته أنا بخوف …
قال وليد قبل أن يصل إلى المدخل :
” من هناك ؟؟ “
أنا أردت أن أمسك بيد وليد من الذعر … ربما يكون أحد اللصوص …
وليد أشار إلي أن ألزم مكاني ، و تقدم هو نحو المدخل …
أوشك قلبي على الوقوع أرضا …
و للمفاجأة المذهلة رأينا سامر يظهر أمامنا !
وقفنا متسمرين في مكانينا في ذهول !
قال وليد :
” سامر !! “
سامر نظر إلينا بدهشة هو الآخر ، و قال :
” آه ! أنتم مستيقظون ؟ “
قال وليد :
” هل هناك شيء ؟؟ “
قال سامر :
” أردت ُ أن أفاجئكم بظهوري غدا ! لكن أُفسِدت ْ المفاجأة ! “رواية انت لي الحلقة الوحدة و العشرون
الآن سامر نظر إلي و ابتسم ، و قال :
” لم أشأ أن يمر العيد و أنا بعيد جئت أشارككم ! “
و أقبل نحوي ، و أمسك بيدي و قال :